شاهدنا هذه الصورة المدهشة في الجزء الماضي من سلسلة “” ونعود لها اليوم لنتعرف على بعض المعلومات السريعة عن هذه الكائنات البحرية المدهشة التي يسميها البعض خروف البحر ويسميها آخرون بقرة البحر، فهيا بنا لنتعرف على أبقار وخرفان لكنها تعيش تحت الماء!
خروف البحر هو أحد الكائنات المائية الكبيرة التي تنتمي للثدييات (مثل الدلافين والحيتان)، ويوجد خروف البحر في ثلاث مناطق فقط في العالم حيث يعيش في سواحل أمريكا الشمالية ومياه نهر الأمازون والسواحل الغربية لقارة أفريقيا.
وعلى الرغم من أنها كائنات ضخمة إلا أنها وديعة جداً وتعيش بسلام في البحار والأنهار دون أن يشعر بها أحد!
يبلغ طول خروف البحر ما بين 2.4 – 4 متر بينما يتراوح وزنه من 200 – 600 كجم، ويُعتقد أن الأنثى تلد مولوداً جديداً بمتوسط كل 2-5 أعوام.
ويولد خروف البحر دائماً تحت الماء وما أن يولد حتى تساعده أمه بدفعه نحو سطح الماء ليأخذ أول شهيق من الهواء، ويستطيع أي وليد أن يسبح وحده بعد ساعة من ولادته.
تستطيع هذه الكائنات العملاقة ملأ 98% من رئتها بالهواء خلال شهقة واحدة، وتستطيع التهام طعام يوازي 10-15% من وزنها الإجمالي كل يوم، وتتغذى خرفان البحر عادةً على النباتات المائية.
يستطيع خروف البحر أن يبقى داخل الماء 15 دقيقة دون الحاجه للتنفس، لكن عند الحركة يصعد كل 4 دقائق إلى السطح ليتنفس الهواء ثم يعود ليغطس مجدداً في الماء.
أثبتت دراسات العلماء أن خرفان البحر تستخدم نظام تحديد الموقع باستخدام الصدى، ولاحظ العلماء قيام هذه الكائنات المدهشة بالعديد من العمليات المعقدة التي تطلب مستوى ذكاء مرتفع!
الكائن الحي الذي وهبه الله سر الشباب الدائم
هل تتصورون أن هناك كائناً حياً يعيش معنا على هذه الأرض، وصل به تطوره لدرجة أنه لا يصل لمرحلة الشيخوخة وبالتالي لا يموت (بصورة طبيعية)؟!!
قد تبدو فكرة أسطورية تصلح لأحد أفلام الخيال العلمي، لكننا نتحدث عن كائن حقيقي اكتشف العلماء أنه لا يموت، واسمه هو تيورتبسايس نيوتراكولا Turritopsis nutricula:
هذا الكائن المدهش هو أحد أنواع قنديل البحر، واكتشف مجموعة من علماء الأحياء في جامعة ليتشه الإيطالية أنه قادر على تجديد خلايا جسمه كلها باستمرار، ولذا لا يصل لمرحلة الشيخوخة أبداً!!
بدايةً وبما أن اسمه صعب للغاية لنسميه اختصاراً “
تيولا” ).
كيف اكتشف تيولا إذاً سر الشباب الدائم؟
لنجيب على هذا السؤال علينا أولاً أن نفهم دورة حياة التي نعرفها (تلك التي تخيفنا بلسعاتها على شاطئ البحر)، حيث يمر أي قنديل بحر بمرحلتين من النمو:
- مرحلة عدم النضوج أو ما يسمى بطور البولب، حين يكون قنديل البحر كائناً بسيطاً للغاية.
- مرحلة البلوغ أو النضوج حين يستطيع هذا القنديل التكاثر وإنتاج قناديل بحر أخرى.
والطبيعي هو أن يمر أي قنديل بحر بمرحلة عدم النضوج ثم النضوج ثم الموت، لكن تيولا يستطيع أن يمر بهذه المرحلة بالعكس!
بمعنى أنه مجرد أن يصل لمرحلة البلوغ يستطيع العودة لمرحلة عدم النضوج مرة أخرى، ثم النضوج ثم عدم النضوج وهكذا..، لذا لا يصل لمرحلة الشيخوخة أبداً وبالتالي لا يموت (بصورة طبيعية)!
أما عن سبب هذه القدرة المدهشة فهو عملية بيولوجية تسمى Transdifferentiation، وتعني قدرة الكائن الحي على تجديد خلايا جسمه مثل السلمندر حين تنمو أجزاء جسمه المقطوعة مجدداً، لكن كائننا العجيب الذي نتحدث عنه اليوم يستطيع تجديد جسمه بأكمله!
ويتكون 95% من جسم تيولا (مثل أي قنديل بحر) من الماء، وليس له دماغ ولا نظام هضمي! ويتراوح حجمه ما بين 4-5 ملم.
لكم بالطبع أن تتخيلوا كيف سيكون الحال مع كائن يتكاثر ولا يموت بصورة طبيعية!
حيث حذر العلماء من غزو صامت لهذا الكائن الذي بدأ يتكاثر بصورة مخيفة في بعض المناطق، والمشكلة أنه يتغذى على بيض الأسماك، ما قد يؤثر بشدة على الثروة السمكية في العالم مستقبلاً.
وختاماً بقي أن أشير لنقطة هامة وهي أن علينا التمييز بين فكرة أنه لا يموت بصورة طبيعية، وأنه يمكن قتله بالطبع
منقووووووووووووووووووول للفائدة